تُعاني العديد من النساء من تقلبات مزاجية وآلام جسدية مرتبطة بالدورة الشهرية، وتُعد هذه الظاهرة من المواضيع الشائعة التي تُثير الكثير من التساؤلات.
هل هي مجرد تأثير للهرمونات؟
أم أن هناك أسباب أعمق ترتبط بحالتنا النفسية ومشاعرنا؟
في هذا المقال، سنلقي الضوء على هذه العلاقة من منظور علم الميتاهيلث، وسنستعرض دور المشاعر والوعي في تفسير هذه الظاهرة بشكل أعمق، مع الإشارة إلى أفكار براوس ليبتون.
الدورة الشهرية تحمل في طياتها معنى عميقًا على الصعيد الشعوري؛ فهي بمثابة إعلان يجسد أنني أنثى، وأنني في مرحلة الخصوبة. نزول الدم يعتبر إشعارًا بيولوجيًا يعكس قدرتي على الإنجاب. ومع ذلك، فإن الاضطرابات التي قد تصاحب الدورة الشهرية ليست مجرد أعراض جسدية، بل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بجوهر الأنوثة. فعندما تتعرض المرأة لتقلبات مزاجية ولألم الدورة الشهرية، قد تشعر وكأن حياتها تميل إلى الاضطراب، مما يجعلها مركز اهتمامها في الخارج، بعيدًا عن نفسها وحياتها الداخلية.
الهرمونات والدورة الشهرية: منظور تقليدي أم بداية لفهم أعمق ؟
تُعتبر الهرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون عناصر رئيسية في تنظيم الدورة الشهرية، وهي المسؤولة عن التغيرات المزاجية والجسدية التي تحدث في هذه الفترة. ومع ذلك، يوضح منظور الميتاهيلث أن هذه التغيرات لا تحدث بمعزل عن المشاعر والتجارب النفسية التي تمر بها المرأة. بمعنى آخر، الهرمونات قد تكون الوسيط، ولكن المحرك الأساسي يكمن في الحالة النفسية والمشاعر المخزونة في العقل الباطن.
ما وراء الأعراض الجسدية :
من منظور الميتاهيلث، يُنظر إلى العقل والجسد كمنظومة متكاملة، حيث تُعبر الأعراض الجسدية، مثل آلام الدورة الشهرية أو التقلبات المزاجية، عن صراعات داخلية غير واعية. تُشير هذه الآلام، التي تظهر خلال فترة الدورة الشهرية، إلى اضطرابات عاطفية وتقلبات نفسية قد تسبقها.
غالبًا ما ترتبط هذه المشاعر بعدم التقدير الذاتي كامرأة، أو الخوف من فقدان ارتباط عاطفي، أو الشعور بعدم الاستقرار في العلاقة مع الشريك. وقد تتجلى أيضًا في مخاوف متعلقة بالحمل، أو الشعور بعدم الاحترام أو التقدير في البيئة المحيطة.
عند حدوث الدورة الشهرية، يدخل الجسد في حالة من التراخي، مما يُفسح المجال لهذه الصراعات الداخلية للظهور على هيئة آلام جسدية أو اضطرابات نفسية.
تأثير المشاعر على الجسد
يدعم براوس ليبتون، مؤلف كتاب "بيولوجيا الإيمان"، فكرة أن المشاعر والأفكار لها تأثير مباشر على الصحة الجسدية. يشرح ليبتون أن الخلايا تتأثر بالترددات الطاقية الناتجة عن مشاعرنا وأفكارنا، مما يعني أن أي شعور بالتوتر أو القلق قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض الجسدية، بما في ذلك تلك المرتبطة بالدورة الشهرية.
ليبتون يشير أيضًا إلى أن "الإيمان" أو المعتقدات الراسخة لدينا تُشكل الطريقة التي يتفاعل بها جسدنا مع الظروف المحيطة. فعندما تؤمن المرأة بأن الدورة الشهرية فترة صعبة ومليئة بالألم، فإن هذا الاعتقاد ينعكس على حالتها الجسدية ويزيد من شدة الأعراض.
كيف تؤثر مشاعرنا على الدورة الشهرية ؟
التوتر والقلق: التوتر المزمن يؤدي إلى زيادة هرمون الكورتيزول، الذي قد يختل توازنه مع هرمونات الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة وآلام جسدية.
الضغوط الاجتماعية: الشعور بالضغط لتحقيق معايير معينة قد يولد شعورًا بالخوف أو القلق، مما يؤثر على توازن الهرمونات.
الصراعات الداخلية: التجارب العاطفية غير المحلولة تُخزن في العقل الباطن وتظهر في صورة أعراض جسدية أثناء الدورة.
كيف نُخفف من هذه التقلبات ؟
التواصل مع المشاعر: تحديد المشاعر المكبوتة والتعامل معها بشكل صحي يُساعد في تخفيف الأعراض.
ممارسة التأمل والاسترخاء: تقنيات مثل التأمل أو التنفس العميق تُقلل من مستويات التوتر وتُعيد التوازن للجسم.
إعادة صياغة المعتقدات: تغيير الأفكار السلبية حول الدورة الشهرية إلى أفكار إيجابية يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في التجربة.
التغذية السليمة والنشاط البدني: تناول الأطعمة التي تدعم التوازن الهرموني وممارسة الرياضة بانتظام يساعدان في تحسين الحالة المزاجية.
الخلاصة
التقلبات المزاجية وآلام الدورة الشهرية ليست مجرد نتيجة لتغيرات هرمونية، بل هي انعكاس لحالة نفسية أعمق. من خلال فهم العلاقة بين العقل والجسد، كما يوضحها علم الميتاهيلث وأفكار براوس ليبتون، يمكننا العمل على تحسين تجربتنا مع الدورة الشهرية. الجسد هو مرآة لعقلنا ومشاعرنا، وكلما اهتممنا بصحتنا النفسية، انعكس ذلك إيجابيًا على صحتنا الجسدية.
لو كنتي جاهزة لاتخاذ خطوتك الأولى في طريق التعافي من مشاكل الدورة الشهرية، سأقدم بتاريخ 25/2/2025.
ورشة جذور مشاكل الدورة الشهرية.
احجزي مقعدك الآن